«قال لا أحصي ثناء عليك» فقد قيدناه بالإطلاق فميزناه و من تقيد فلا يوصف بالغنى فإن التقييد يربطه إذ قد أدرك المحدث إطلاقه تعالى و قد قال عن نفسه إنه ﴿غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ﴾ [آل عمران:97] فحيرنا فلا ندري ما هو و لا ما نحن فما أظن و اللّٰه أعلم أنه أمرنا بمعرفته و أحالنا على نفوسنا في تحصيلها إلا لعلمه أنا لا ندرك و لا نعلم حقيقة نفوسنا و نعجز عن معرفتنا بنا فنعلم أنا به أعجز فيكون ذلك معرفة به لا معرفة
و غير هذا فلا يكون *** فإنه ظاهر مبين
فاصغ إلى قولنا تجده *** علما و قد جاءك اليقين
فالجهل صفة ذاتية للعبد و العالم كله عبد و العلم صفة ذاتية لله فخذ مجموع ما أشرت إليه في هذا تجده الصراط العزيز
[صراط الرب]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية