فبعده لقربه ليس سوى *** هذا و ما قد قلته استنباطه
فهو على صراط عزيز لأنه الخالق فلا قدم لمخلوق فيه أروني ما ذا خلق الذين من دونه لا يجدونه أصلا لا علما و لا عينا ﴿بَلِ الظّٰالِمُونَ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ﴾ [لقمان:11] لأنه كل ما علم فقد بان و اللّٰه تعالى أخرجنا من ظلمة العدم إلى نور الوجود فكنا نورا بإذن ربنا ﴿إِلىٰ صِرٰاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [ابراهيم:1] فنقلنا من النور إلى ظلمة الحيرة و لهذا إذا سمعناه يثني على نفسه فنرى ذلك في نفوسنا و إذا أثنى علينا فنرى ما أثنى به علينا هو ثناؤه على نفسه ثم ميزنا عنه و ميز نفسه عنا ب ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و بما علم و جهلناه و بما نحن عليه من الذلة و يتعالى عن هذا الوصف في نفسه فنقول نحن هو ما نحن هو بعد ما قلنا إذ أخرجنا من الظلمات إلى النور هو هو و نحن نحن فتميزنا فلما جاء بالثناء بعد وجودنا ثناء منه على نفسه و علينا و كلفنا بالثناء عليه أوقفنا في الحيرة فإن أثنينا عليه بنا فقد قيدناه و إن أطلقناه كما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية