﴿أَحٰاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [الطلاق:12] فمن علم ما ذكرناه في هذا الوصل و ما حوت عليه هذه الخزانة علم نفسه و علم ربه و علم العالم و ما أصله و إذا بدا له منه ما بدا علم من أين جاء و إلى أين يعود و علم ما يستحقه منه فوفاه حقه فأعطى كل ذي حق حقه كما إن اللّٰه أعطى كل شيء خلقه فالذي انفرد به الحق إنما هو الخلق و الذي انفرد به من العالم الكامل إنما هو الحق فيعلم ما يستحقه كل موجود فيعطيه حقه و هو المسمى بالإنصاف فمن أعطيته حقه فقد أنصفته فإن تغاليت فما كملت و أنت ناقص فإن الزيادة في الحد نقص في المحدود فلا يتعدى الكامل بالشيء رتبته و قد ذم اللّٰه تعالى تعليما لنا في إقامة العدل في الأشياء من تغالى في دينه و نزه الحق تعالى عما يستحقه فهو و إن قصد تعظيما بذلك الفعل في التغالي فقد وقع في الجهل و جاء بالنقص في موضع الكمال فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية