﴿مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ﴾ [الأنبياء:107] أي لترحمهم لما دعا على رعل و ذكوان و عصية و التخلق بالأسماء يقول به جميع العلماء فالإنسان متصف يسمى بالحي العالم المريد السميع البصير المتكلم القادر و جميع الأسماء الإلهية من أسماء تنزيه و أفعال تحت إحاطة هذه الأسماء السبعة التي ذكرناها لا يخرج عنها جملة واحدة فلهذا لم نأت بها على التفصيل و قد ذكرنا منها طرفا شافيا في كتابنا المسمى إنشاء الجداول و الدوائر صورنا فيه العالم و الحضرتين ممثلتين في أشكال ليقرب العلم بها على صاحب الخيال إذ لا يخلو الإنسان مع عقله عن حكم الوهم فيما يعلم أنه محال و مع هذا تصوره و تغلب عليه حكم الوهم إذ كان لا ينضبط لها العلم بذلك إلا بعد تصوره و حينئذ تضبطه القوة الحافظة و تحكم عليه القوة المذكرة إذا غلب على القوة الحافظة فخرج من تحت حكمها فإن المذكرة لا تفرط فيه فلا يزال المعلوم محصورا في العلم و لهذا كان المعلوم محاطا به قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية