فهو في نار اللّٰه لما كان عليه من إصرار الكفر و ما له في الدرك الأول مقعد لما أتى به من الأعمال الظاهرة بخلاف الكافر فإن له من جهنم أعلاها و أسفلها فما عنده من يعصمه من نار اللّٰه و لا من نار جهنم و أما حكم الذي جحدها و استيقن الحق و اعتقده فإنه على ضد أو عكس عذاب المنافق فإنه عالم بالحق يتحقق به في نفسه و لم يظهر ذلك على ظاهر نشأته فأظهر خلاف ما أضمر و النار إنما تطلب من الإنسان من لم تظهر عليه صورة حق من ظاهر و باطن فالعلم للباطن كالعمل للظاهر و الجهل للباطن كترك الواجب للظاهر و هنا يتبين للإنسان مراتب و أسباب المؤاخذات الإلهية لعباده في الدار الآخرة فإذا استوفيت الحدود عمت الرحمة من خزانة الجود و هو قوله ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّٰارِ﴾ [هود:106] ... ﴿خٰالِدِينَ فِيهٰا مٰا دٰامَتِ السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ﴾ [هود:107]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية