[محاجة عيسى عليه السّلام مع إبليس]
و يعلم أن اللّٰه واحد و قد علم حال مال الموحدين إلى أين يصير سواء كان توحيده عن إيمان أو عن نظر من غير إيمان كما «قال عيسى عليه السّلام لإبليس لما عجز إبليس أن يطيعه عيسى عليه السّلام فقال له إبليس يا عيسى قل لا إله إلا اللّٰه حرص أن يطيعه فقال له عيسى عليه السّلام أقولها لا لقولك لا إله إلا اللّٰه» و قد علم إبليس أن جهنم لا تقبل خلود أهل التوحيد فيها و أن اللّٰه لا يترك فيها موحدا بأي طريق كان توحيده فعلى هذا القدر اعتمد إبليس في حق نفسه فعلم من وجه و جهل من وجه إذ لا يعلم الشيء من جميع وجوهه إلا اللّٰه عزَّ وجلَّ الذي ﴿أَحٰاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [الطلاق:12] سواء كان الشيء ثابتا أو موجودا أو متناهيا أو غير متناه
قال لي الحق في ضميري *** ما أجهل الخلق بالأمور
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية