﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلاٰئِكَتُهُ﴾ [الأحزاب:43] و قال ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾ [الكوثر:2] و لما علمنا أنه من تأخر عن أمر فقد انقطع عنه علمنا إن كل واحد قد تميز في رتبته عن الآخر بلا شك و إن أطلق على كل واحد ما أطلق على الآخر فيتوهم الاشتراك و هو لا اشتراك فيه فإن الرتبة قد ميزته فيقبل كل واحد ذلك الإطلاق على ما تعطيه الرتبة التي تميز بها فإنا نعلم قطعا إن الأسماء الإلهية التي بأيدينا تطلق على اللّٰه و تطلق علينا و نعلم قطعا بعلمنا برتبتنا و بعلمنا برتبة الحق إن نسبة تلك الأسماء التي وقع في الظاهر الاشتراك في اللفظ بها إلى اللّٰه غير نسبتها إلينا فما انفصل عنا إلا بربوبيته و ما انفصلنا عنه إلا بعبوديتنا فمن لزم رتبته منا فما جنى على نفسه بل أعطى الأمر حقه
فقد بان لك الحق *** و قد بان لك الخلق
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية