﴿عَلىٰ عِلْمٍ﴾ [الأعراف:52] يعني من أنه أضله اللّٰه على علم لا إن الضال على علم فإن الضال هو الحائر الذي لا يعرف في أي جهة هو مطلوبه فمتعلق على علم أضله و هو العامل فيه و هو فعل اللّٰه تعالى و الذي على اللّٰه إنما هو البيان خاصة قال تعالى ﴿وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدٰاهُمْ حَتّٰى يُبَيِّنَ لَهُمْ مٰا يَتَّقُونَ﴾ [التوبة:115] أي ليحير قوما بعد أن هداهم في أخذ الميثاق و الفطرة التي ولدوا عليها حتى يبين لهم ما يتقون فإذا أبان لهم حيرهم فمنهم من حيره بالواسطة فشك في النبوة و حار فيها و ما تحقق إن هذا نبي فتوقف في الأخذ عنه و منهم من حيره في أصل النبوة هل لها وجود أم لا و منهم من حيره فيما جاء به هذا النبي مما تحيله الأدلة النظرية فأورثهم البيان الإلهي هذه الحيرة و ذلك لعدم الايمان فلم يكن لهم نور إيمان يكشف لهم عن حقيقة ما قاله اللّٰه و أبان عنه ﴿وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً﴾ [النور:40] هنا من إيمانه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية