﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران:128] و سواء كان الواسطة يأمر أو يتكلم بلسان حق أو بغير لسان حق فإن هذه مسألة قد فشت في العامة و هي مبنية على أصل فاسد فيقولون في المذكرين إذا لم يؤثروا في السامعين أنه لو خرج الكلام من القلب لوقع في القلب و إذا كان من اللسان لم يعد الآذان و يشيرون بذلك إلى المذكر لو كان صادقا فيما يدعو به الناس إلى اللّٰه لأثر و معلوم أن الأنبياء و الرسل عليه السّلام صادقون في أحوالهم بل هم أصدق الدعاة إلى اللّٰه ثم إنهم يدعون على بصيرة إلى اللّٰه بصورة ما أوحى به إليهم فهم صادقون بكل وجه و مع هذا يقول نوح ع ﴿إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَ نَهٰاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعٰائِي إِلاّٰ فِرٰاراً﴾ و قال ﴿فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ نَذِيرٌ﴾ [فاطر:42] يعني دعاء الحق على لسان الرسول ص
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية