«قال و الحياء لا يأتي إلا بخير» و أي خير أعظم من هذا الخير أن يقيم الحق حجة العبد أنسا له و مباسطة و إزالة خجل و رفع وجل فسبحان اللطيف الخبير المنعم المتفضل و لما ورد على هذا التعريف الإلهي لم يسعني وجود بل ضاق عني الوجود مما امتلأت من هذا الخطاب و التعريف الإلهي حيث جعلني محلا لخطابه و أهلني لما أهل له أهل خصوصه و قد علمنا أن لقاء اللّٰه لا يكون إلا بالموت علمنا معنى الموت فاستعجلناه في الحياة الدنيا فمتنا في عين حياتنا عن جميع تصرفاتنا و حركاتنا و إراداتنا فلما ظهر الموت علينا في حياتنا التي لا زوال لها عنا حيث كنا التي بها تسبح ذواتنا و جوارحنا و جميع أجزائنا لقينا اللّٰه فلقينا فكان لنا حكم من يلقاه محبا للقائه فإذا جاء الموت المعلوم في العامة و انكشف عنا غطاء هذا الجسم لم يتغير علينا حال و لا زدنا يقينا على ما كنا عليه فما ذقنا إلا الموتة الأولى و هي التي متناها في حياتنا الدنيا فوقانا ربنا عذاب الجحيم : ﴿فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [الدخان:57] «قال علي رضي اللّٰه عنه لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية