فيتخيل من لا علم له بالوجود في الأشياء إنك صاحب المال فاتخذته وكيلا سبحانه فيما هو ملك لك و أن إضافة الأموال إليك بقوله أموالكم إضافة ملك و ما علم إن تلك الإضافة إضافة استحقاق كسرج الدابة و باب الدار لا إضافة ملك و الذي نراه نحن و الأكابر إن اللّٰه قال لنا ﴿وَ أَنْفِقُوا مِمّٰا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ [الحديد:7] فما هو لنا فوكلناه و اتخذناه وكيلا في الإنفاق الذي هو ملكنا لعلمنا بعلم الوكيل بالمصالح و مواضع الإنفاق التي لا يدخلها حكم الإسراف و لا التقتير فتولى اللّٰه الإنفاق علينا بأن ألهمنا حيث ننفق و متى ننفق فإن النفقة على أيدينا تظهر فيدنا يد الوكيل في الإنفاق فنحن معصومون في الإنفاق لمعرفتنا بالوجوه و لأن يدنا يد حق فإنها يد الوكيل و هذا لا يعلم إلا بالكشف الإلهي فهم بهذه المثابة في التوكل و ما يشعرون بذلك لأنه قال بغير حساب فهم على غير بصيرة و أفعالهم أفعال أهل البصائر عناية إلهية ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشٰاءُ وَ اللّٰهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [البقرة:105]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية