﴿لاٰ عِلْمَ لَنٰا﴾ [البقرة:32] و الجواب بالظنون لا يليق ثم تمموا فقالوا ﴿إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّٰمُ الْغُيُوبِ﴾ [المائدة:109] فقيدوه بالغيوب فإنه في يوم تبلى فيه السرائر و السرائر غيوب العالم بعضهم عن بعض فعلمنا الحق بهذه الآية التأدب مع أصحاب الكشف و أن نعلم مراتب الكشف لئلا ننزل صاحب الكشف فوق منزلته و نطلب منه ما لا يستحقه حاله فنتعبه و لا نعذره و نصفه بالجهل في ذلك و لا علم لنا بأنا جهلنا فتكون جهالتان و كما إن للملائكة مقامات معلومة كذلك للبشر مقامات معلومة منها يكون المزيد لهم لا يتعدونها و إن زادوا علما فمن ذلك المقام و هو المقام الذي يكون فيه عند آخر نفس يكون منه و يفارق الروح تركيب هيكله المسمى موتا فمن ذلك المقام يكون له المزيد و لهذا يقع التفاضل بين الناس في الدار الآخرة و يزيد اللّٰه الذين أوتوا العلم و هم مؤمنون على المؤمنين الذين لم يؤتوا العلم درجات و بالمقامات فضل اللّٰه كل صنف بعضه على بعض و في هذا المنزل من العلوم علم العرش هل العرش الذي استوى عليه الاسم الرحمن هو العرش الذي يأتي عليه اللّٰه الحكم العدل يوم القيامة للفصل و القضاء الذي تحمله الثمانية أو هو عرش آخر و هل إن كان عرشا آخر غير الذي استوى عليه فما معنى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية