و لذلك لا يمكن أن يظهر لعباده في صفة تحضيض بالنظر إليه فوضعه في اللسان بل في جميع الألسنة ابتلاء لعباده و تمحيصا ليجتنبه أهل العناية فيتميزوا بذلك عن غيرهم
[أن السعادة غير كمال الصورة]
و اعلم أن الاختصاص الإلهي الذي يعطي السعادة غير الاختصاص الإلهي الذي يعطي كمال الصورة و قد يجتمعان أعني الاختصاصين في حق بعض الأشخاص فالاختصاص الذي يعطي السعادة هو الاختصاص بالإيمان و العصمة من المخالفة أو بموت عقيب توبة و الاختصاص الذي يعطي كمال الصورة هو الذي لا يعطي إلا نفوذ الاقتدار و التحكم في العالم بالهمة و الحس و الكامل من يرزق الاختصاصين و أقوى التأثير تأثير من يغضب اللّٰه كقوم فرعون حيث قال تعالى فيهم ﴿فَلَمّٰا آسَفُونٰا انْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ﴾ [الزخرف:55] أي أغضبونا و لله سبحانه نفوذ الاقتدار فانتقم منهم ليجعلهم عبرة للآخرين و جعل ذلك مقابلا لنفوذ الاقتدار الكوني لأنه قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية