﴿حَتّٰى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة:196] فرائحة التحضيض في لو هو ما يفهم منه كأنه قال لنفسه هلا أحرمت بعمرة و لا يقع التحضيض من الخواص أبدا إلا فيما شغلوا به نفوسهم من الأفعال التي ترضي اللّٰه فيبدو لهم في ثاني زمان رضي اللّٰه في فعل ما هو أتم و أعلى من الأول إما في جناب اللّٰه أو في حق نفسه أو في حق الغير رفقا بهم و شفقة عليهم لا يقع منهم على جهة الاعتراض على اللّٰه بأن يقولوا هلا فعل اللّٰه كذا عوضا من فعله كذا هذا لا يتصور من الخواص أبدا فإنه سوء أدب مع اللّٰه تعالى و ترجيح تدبير كوني على تدبير إلهي و ما وصف الحق نفسه بأنه ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾ [يونس:3] إلا أن يعرفنا أنه ما عمل شيئا إلا ما تقتضيه حكمة الوجود و أنه أنزله موضعه الذي لو لم ينزله فيه لم يوف الحكمة حقها و هو ﴿اَلَّذِي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية