﴿وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور:40] و قال ﴿نُورٌ عَلىٰ نُورٍ﴾ [النور:35] فإذا اجتمع نور الشرع مع نور بصر التوفيق و الهداية بان الطريق بالنورين فلو كان نور واحد لما ظهر له ضوء و لا شك أن نور الشرع قد ظهر كظهور نور الشمس و لكن الأعمى لا يبصره كذلك من أعمى اللّٰه بصيرته لم يدركه فلم يؤمن به و لو كان نور عين البصيرة موجودا و لم يظهر للشرع نور بحيث أن يجتمع النوران فيحدث الضوء في الطريق لما رأى صاحب نور البصيرة كيف يسلك لأنه في طريق مجهولة لا يعرف ما فيها و لا أين تنتهي به من غير دليل و موقف فهذا الشخص الماشي في هذه الطريق إن لم يحفظ سراجه من الأهواء إن تطفئه بهبوبها و إلا هبت عليه رياح زعازع فأطفأت سراجه و ذهب نوره و هو كل ريح يؤثر في نور توحيده و إيمانه فإن هبت ريح لينة تميل لسان سراجه و تحيره حتى يتحير عليه الضوء في مشاهدة للطريق فتلك الريح كمتابعة الهوى في فروع الشريعة و هي المعاصي التي لا يكفر بها الإنسان و لا تقدح في توحيده و إيمانه فلقد خلقنا لأمر عظيم و لكن إذا اقتحمنا هذه الشدائد و قاسينا هذه المكاره حصلنا على أمر عظيم و هو سعادة الأبد التي لا شقاء فيها*
[المشي على طريق المستقيم]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية