﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] لذلك قلنا من جانب الحق فإنه لا يختص بهذه المعية شيء من خلق اللّٰه دون غيره و لها الاسم الحفيظ و المحيط فإن لله مع بعض عباده معية اختصاص مثل معيته مع موسى و هارون في قوله ﴿إِنَّنِي مَعَكُمٰا أَسْمَعُ وَ أَرىٰ﴾ [ طه:46] فهذه بشرى لهما حتى لا يخافا فإنهما قالا ﴿إِنَّنٰا نَخٰافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنٰا أَوْ أَنْ يَطْغىٰ﴾ [ طه:45] أي يتقدم و يرتفع بالحجة إذ له الملك و السلطان فآمنهما اللّٰه مما خافا منه و من هنا تعرف مرتبة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و علوها على رتبة غيره من الرسل فإن اللّٰه أخبر عن محمد صلى اللّٰه عليه و سلم في حال خوف الصديق عليه و على نفسه فقال لصاحبه يؤمنه و يفرحه ﴿إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ﴾ [التوبة:40] و هو كنف الحق عليهما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية