﴿اَلْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّمٰاوٰاتُ﴾ [ابراهيم:48] و لما انقضى من مد حركة هذا الفلك ثلاث و ستون ألف سنة مما تعدون خلق اللّٰه الدار الآخرة الجنة و النار اللتين أعدهما اللّٰه لعباده السعداء و الأشقياء فكان بين خلق الدنيا و خلق الآخرة تسع آلاف سنة مما تعدون و لهذا سميت آخرة لتاخر خلقها عن خلق الدنيا و سميت الدنيا الأولى لأنها خلقت قبلها قال تعالى ﴿وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولىٰ﴾ [الضحى:4] يخاطب نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم و لم يجعل للآخرة مدة ينتهي إليها بقاؤها فلها البقاء الدائم
[سقف الجنة الفلك الأطلس]
و جعل سقف الجنة هذا الفلك و هو العرش عندهم الذي لا تتعين حركته و لا تتميز فحركته دائمة لا تنقضي و ما من خلق ذكرناه خلق إلا و تعلق القصد الثاني منه وجود الإنسان الذي هو الخليفة في العالم و إنما قلت القصد الثاني إذ كان القصد الأول معرفة الحق و عبادته التي لها خلق العالم كله فما من شيء إلا و هو ﴿يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] و معنى القصد الثاني و الأول التعلق الإرادي لا حدوث الإرادة لأن الإرادة لله صفة قديمة أزلية اتصفت بها ذاته كسائر صفاته
[حركة السماوات و حركة الأرض]
و لما خلق اللّٰه هذه الأفلاك و السموات ﴿وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا﴾ [فصلت:12]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية