و رتب فيها أنوارها و سرجها و عمرها بملائكته و حركها تعالى فتحركت طائعة لله آتية إليه طلبا للكمال في العبودية التي تليق بها لأنه تعالى دعاها و دعا الأرض ف ﴿فَقٰالَ لَهٰا وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً﴾ [فصلت:11] لأمر حد لهما ﴿قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ﴾ [فصلت:11] فهما آتيتان أبدا فلا تزالان متحركتين غير أن حركة الأرض خفية عندنا و حركتها حول الوسط لأنها أكر فأما السماء فاتت طائعة عند أمر اللّٰه لها بالإتيان و أما الأرض فاتت طائعة لما علمت نفسها مقهورة و أنه لا بد أن يؤتى بها بقوله ﴿أَوْ كَرْهاً﴾ [التوبة:53] فكانت المرادة بقوله تعالى ﴿أَوْ كَرْهاً﴾ [التوبة:53] فاتت طائعة كرها ﴿فَقَضٰاهُنَّ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا﴾ [فصلت:12]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية