فبشره قبل قبض روحه ﴿بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾ [يونس:92] يعني لتكون النجاة لمن يأتي بعدك آية علامة إذا قال ما قلته تكون له النجاة مثل ما كانت لك و ما في الآية أن بأس الآخرة لا يرتفع و لا أن إيمانه لم يقبل و إنما في الآية إن بأس الدنيا لا يرتفع عمن نزل به إذا آمن في حال رؤيته ﴿إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ﴾ [يونس:98] فقوله ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ [يونس:92] إذ العذاب لا يتعلق إلا بظاهرك و قد أريت الخلق نجاته من العذاب فكان ابتداء الغرق عذابا فصار الموت فيه شهادة خالصة بريئة لم تتخللها معصية فقبضت على أفضل عمل و هو التلفظ بالإيمان كل ذلك حتى لا يقنط أحد من رحمة اللّٰه و الأعمال بالخواتم فلم يزل الايمان بالله يجول في باطنه و قد حال الطابع الإلهي الذاتي في الخلق بين الكبرياء و اللطائف الإنسانية فلم يدخلها قط كبرياء و أما قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية