لأنه ما ظهر إلا ليعطي معناه فلا بد من كمال ألف سنة لهذه الأمة و هي في أول دورة الميزان و مدتها ستة آلاف سنة روحانية محققة و لهذا ظهر فيها من العلوم الإلهية ما لم يظهر في غيرها من الأمم فإن الدورة التي انقضت كانت ترابية فغاية علمهم بالطبائع و الإلهيون فيهم غرباء قليلون جدا يكاد لا يظهر لهم عين ثم إن المتأله منهم ممتزج بالطبيعة و لا بد و المتأله منا صرف خالص لا سبيل لحكم الطبع عليه
(مفتاح) [ألف الذات و ألف العلم في الرحمن]
ثم وجدنا في اللّٰه و في الرحمن ألفين ألف الذات و ألف العلم ألف الذات خفية و ألف العلم ظاهرة لتجلى الصفة على العالم ثم أيضا خفيت في اللّٰه و لم تظهر لرفع الالتباس في الخط بين اللّٰه و اللاه و وجدنا في بسم الذي هو آدم عليه السّلام ألفا واحدة خفيت لظهور الباء و وجدنا في الرحيم الذي هو محمد صلى اللّٰه عليه و سلم ألفا واحدة ظاهرة و هي ألف العلم و نفس سيدنا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم الذات فخفيت في آدم عليه السّلام الألف لأنه لم يكن مرسلا إلى أحد فلم يحتج إلى ظهور الصفة و ظهرت في سيدنا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم لكونه مرسلا فطلب التأييد فأعطى الألف فظهر بها ثم وجدنا الباء من بسم قد عملت في ميم الرحيم فكان عمل آدم في محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و جود التركيب و في اللّٰه عمل سبب داع و في الرحمن عمل بسبب مدعو و لما رأينا أن النهاية أشرف من البداية قلنا من عرف نفسه عرف ربه و الاسم سلم إلى المسمى و لما علمنا إن روح الرحيم عمل في روح بسم لكونه نبيا و آدم بين الماء و الطين و لولاهما ما كان سمي آدم علمنا إن بسم هو الرحيم إذ لا يعمل شيء إلا من نفسه لا من غيره فانعدمت النهاية و البداية و الشرك و التوحيد و ظهر عز الاتحاد و سلطانه فمحمد للجمع و آدم للتفريق
(إيضاح) [أحرف الرحيم و دلالتها الغيبية]
الدليل على إن الألف في قوله ﴿اَلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية