فعلموه و لما كان الرحمن يعطي الاشتقاق من الرحمة و هي صفة موجودة فيهم خافوا أن يكون المعبود الذي يدلهم عليه من جنسهم فأنكروا و قالوا ﴿وَ مَا الرَّحْمٰنُ﴾ [الفرقان:60] لما لم يكن من شرط كل كلام أن يفهم معناه و لهذا قال ﴿قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ﴾ [الإسراء:110] لما كان اللفظان راجعين إلى ذات واحدة و ذلك حقيقة العبد و الباري منزه عن إدراك التوهم و العلم المحيط به جل عن ذلك
(وصل) [في قوله:الرحيم من البسملة]
في قوله ﴿اَلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] من البسملة الرحيم صفة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم قال تعالى ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة:128] و به كمال الوجود و بالرحيم تمت البسملة و بتمامها تم العالم خلقا و إبداعا و كان عليه السّلام مبتدأ وجود العالم عقلا و نفسا متى كنت نبيا قال و آدم بين الماء و الطين فبه بديء الوجود باطنا و به ختم المقام ظاهرا في عالم التخطيط فقال لا رسول بعدي و لا نبي فالرحيم هو محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و بسم هو أبونا آدم و أعني في مقام ابتداء الأمر و نهايته و ذلك أن آدم عليه السّلام هو حامل الأسماء قال تعالى ﴿وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا﴾ [البقرة:31] و محمد صلى اللّٰه عليه و سلم حامل معاني تلك الأسماء التي حملها آدم عليهما السلام و هي الكلم «قال صلى اللّٰه عليه و سلم أوتيت جوامع الكلم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية