فالتائب يندم على ما فات حيث لم تكن أفعاله كلها معلومة له إنها بهذه المثابة فيتصل فرحه قال في هذه الآية ﴿وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً﴾ [النساء:96] أي يستر عمن شاء الوقوف على مثل هذا كشفا ﴿رَحِيماً﴾ [النساء:16] رحمة به لمعنى علمه سبحانه لم يعينه لنا فندم مثل هذا الذي هو أثر الحزن مثل ما يجده المحب على محبوبه من الوجد و الحزن و الكرب و الندم على ما فرط في حق محبوبه الذي زين له فكان يتلقاه بأعظم مما تلقاه من الحرمة و الحشمة يقول لسان آدم
فيا طاعتي لو كنت كنت بحسرة *** و معصيتي لولاك ما كنت مجتبى
قال تعالى ﴿ثُمَّ اجْتَبٰاهُ رَبُّهُ فَتٰابَ عَلَيْهِ وَ هَدىٰ﴾ [ طه:122] فالله كان التائب لا آدم و الذي صدر من آدم ما اقتضته خاصية الكلمات التي تلقاها و ما فيها ذكر توبة و إنما هو مجرد اعتراف و هو قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية