و أما رجال عالم الأنفاس رضي اللّٰه عنهم فإنا أذكرهم و هم على قلب داود عليه السلام و لا يزيدون و لا ينقصون في كل زمان و إنما نسبناهم إلى قلب داود و قد كانوا موجودين قبل ذلك بهذه الصفة فالمراد بذلك أنه ما تفرق فيهم من الأحوال و العلوم و المراتب اجتمع في داود و لقيت هؤلاء العالم كلهم و لازمتهم و انتفعت بهم و هم على مراتب لا يتعدونها بعدد مخصوص لا يزيد و لا ينقص و أنا ذاكرهم إن شاء اللّٰه تعالى
[رجال الغيب العشرة]
فمنهم رضي اللّٰه عنهم رجال الغيب و هم عشرة لا يزيدون و لا ينقصون هم أهل خشوع فلا يتكلمون إلا همسا لغلبة تجلى الرحمن عليهم دائما في أحوالهم قال تعالى ﴿وَ خَشَعَتِ الْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ فَلاٰ تَسْمَعُ إِلاّٰ هَمْساً﴾ [ طه:108] و هؤلاء هم المستورون الذين لا يعرفون خبأهم الحق في أرضه و سمائه فلا يناجون سواه و لا يشهدون غيره
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية