فيعتصم به الواحد و الجماعة و لما ذكر الحبل أمر الجماعة بالاعتصام به حتى يهون عليهم ثم إنه مع كونهم جماعة قد يشق عليهم لشدته و قد تضعف الجماعة عنه فأعانهم بنفسه و ما ذكر من نفسه إلا ما يعلم أنه الموصوف بالقدرة منه «فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يد اللّٰه مع الجماعة» فيستعينون به و يعينهم بكون يد اللّٰه معهم على الاعتصام بحبل اللّٰه و هو عهده و دينه المشروع فينا الذي لا يتمكن لكل واحد منا على الانفراد الوفاء به فيحصل بالمجموع لاختلاف أحوال المخاطبين و لا يكون إلا هكذا فلهذا اعتبره صلى اللّٰه عليه و سلم تنبيها له فقال له ألقه هذا اعتباره الذي يحتاج إليه و لا سيما المحرم فإنه محجور عليه فزاد بالحبل احتجارا على احتجار فكأنه قال له يكفيك ما أنت عليه من الاحتجار فلا تزد فما كان أرفقه بأمته صلى اللّٰه عليه و سلم
[من الحزم أن تكون نفقة المرء في صحبته]
و «إنما رخص رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الهميان للمحرم» لأن نققته فيه الذي أمره اللّٰه أن يتزود بها إذا أراد الحج فقال ﴿وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزّٰادِ التَّقْوىٰ﴾ [البقرة:197]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية