فلو لم يكن في قوته التحكم به فيما يريده ما نهى عنه فقضينا حاجته فيما رجع إلينا فيه و سترناه عن الأغيار في حضرتنا فجهل قدره مع تصريحنا بخلافته عنا في الحكم في عبادي و التحكم و التصريف ثم قال ﴿وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ﴾ [ص:25] مما هو له منا لا يرجع من ذلك إلى الأكوان و الأغيار شيء ﴿وَ حُسْنَ مَآبٍ﴾ [الرعد:29] و خاتمة حسنة أي مشهود لأن الحسنة و الحسنى من الإحسان و هو مقام الشهود الذي يعطي الحقائق على ما هي عليه فإن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فسر الإحسان لجبريل عليه السلام بما أشرنا إليه
[سجود داود عليه السّلام و سجود محمد ص]
فمن سجد هذا السجود و هو سجود الإنابة و في السجود فيها خلاف فإذا سجدها الإنسان و لم يجد فيها ما وجد داود عليه السلام من التقريب الإلهي و علم خاتمة أمره و بما ذا يختم له و نهاية مقامه و منزلته عند ربه في الدار الآخرة هذا إذا سجدها سجود داود و إذا سجدها سجود رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لم يجد الزيادة في جميع أحواله في كل حال بما يليق به من علم و عمل في كل دار بما يليق بتلك الدار
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية