أي يتفكروا فيها حتى يعلموا أن الآتي بها لم يأت بها من نفسه بل هي من عند مرسله سبحانه و ليتذكر أرباب العقول ما كانوا قد علموه قبل أي ما جاءوا بما تحيله الأدلة الغامض إدراكها فإنها لب الدلالات و هم أهل الكشف و الجمع و الوجود فمن لم يحصل ما ذكرناه في سجوده هذه السجدة فما سجد
(وصل السجدة الحادية عشرة)
و هي لنا سجدة شكر في حضرة الأنوار و لصاحبها سجدة توبة لا من حوبة و ليست من عزائم السجود و هذه سجدة سورة صلى اللّٰه عليه و سلم في قوله ﴿وَ ظَنَّ دٰاوُدُ أَنَّمٰا فَتَنّٰاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ رٰاكِعاً وَ أَنٰابَ﴾ فسجدها توبة و شكرا معا و الظن على بابه يقول ظن داود أنما اختبرناه فإن الفتنة في اللسان الاختبار تقول العرب فتنت الفضة على النار أي اختبرتها فطلب طلبا مؤكدا الستر من ربه فإن الاستفعال يؤذن بالتأكيد و وقع خاضعا و رجع إلى اللّٰه فيما طلب عنه لا لحوله و قوته و هذا دليل على أنه كان عنده من القوة ما يستتر به فلم يفعل و رجع إلى اللّٰه في ذلك و يؤيد هذا قول اللّٰه له ﴿وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ﴾ [ص:26]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية