(التشهد بلسان الجلال)
أما التشهد بلسان الجلال فزاد على ما احتوى عليه التشهدان أن نعت التحيات بالمباركات أي التحيات التي يكون معها البركات و أسقط الزاكيات و كذلك أسقطها ابن مسعود فإنهما راعيا الاشتراك في الزيادة و راعى عمر ما في الزكاة من التقديس مع وجود الزيادة التي تشترك فيها مع البركة فاكتفى بالزاكيات لذلك و أنكر الزاكيات في التشهد جماعة من علماء الرسوم ممن لا علم له بعلوم الأذواق و مواقع اختلاف خطاب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لم يأت في هذا اللسان في نعت التحيات بحرف عطف و قال فيه سلام بالتنكير و هو تشهد ابن عباس و ذلك أنه راعى خصوص حال كل مصل فإن أسماء اللّٰه مثل الممكنات لا نهاية لها و كل ممكن له خصوص وصف فله من اللّٰه اسم خاص به من ذلك الاسم خص بالوصف الذي يتميز به عن كل ممكن و هذا من أشرف علوم أهل اللّٰه و هو مذكور في «قوله في دعائه صلى اللّٰه عليه و سلم اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم غيبك» و أما أسماء الإحصاء فتسعة و تسعون مائة إلا واحد و لم يصح في تعيينها على الجملة نص و لا روى عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال هي هذه فما جاء ابن عباس بتنكير السلام إلا ليأخذ كل مصل من الاسم الذي يلقى إليه و يناجي الحق فيه و هو المسلم على نبي اللّٰه منا صلى اللّٰه عليه و سلم و علينا و على عباد اللّٰه الصالحين و كذلك اختص بعدم تكرار لفظ الشهادة فتركها فلم يشهد له بعبودية و لا رسالة بشهادة مستأنفة بل شهادته بالتوحيد أغنت و اكتفى بالواو لما فيها من قوة الاشتراك و ذلك مثل قوله تعالى ﴿شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ الْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ﴾ [آل عمران:18]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية