(التشهد بلسان الجمال)
و أما تشهد لسان الجمال فهو تشهد عبد اللّٰه بن مسعود الذي ذكرناه و هو على هذا الحد إلا ما اختص به فما أذكره و هو أن يقول صاحب هذا المقام بلسانه و الصلوات و الطيبات فأتى بالصلوات لعموم ما تدل عليه في الرحموتيات و الدعاء و أنواعه من الأحوال و كلها صلاة هو الذي يصلي عليكم و ملائكته و عطف عليها الطيبات من باب عطف النعوت فهي نعت معطوف للصلوات و عليها ليطيب بها نفسا و اختص أيضا في هذا التشهد بإضافة العبودية إلى الهوية لا إلى اللّٰه و هو مقام شريف في حق رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم حيث أخبر أنه صلى اللّٰه عليه و سلم في حال نظره في ربه من حيث ما تستحقه ذاته التي لا يحاط بها علما بل لا تعرف أصلا بالصفة الثبوتية و ليست سوى واحدة لا يصح أن تكون اثنتين لأن الفصل المقوم في حق ذاته يستحيل فلا مناسبة بين اللّٰه و بين خلقه فإنه من ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] كيف يصح أن يشبه شيئا أو يشبهه شيء و هذا بخلاف اللسان الأول فإن الإضافة بالعبودية كانت إلى اللّٰه لا إلى الهوية و هو أن ينظر فيه من حيث ما يطلبه الممكن و يليق و هو دون ما تشهد به ابن مسعود
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية