﴿تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ مُبٰارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور:61] فجعلك رسولا من عنده إلى نفسك بهذه التحية المباركة لما فيها من زوائد الخير الطيبة فإنها حصلت له ذوقا فاستطابها كما أنها طيبة الأعراف بسيرانها من نفس الرحمن و جاء بنون الجمع في قوله السلام علينا يؤذن أنه مبلغ سلامه لكل جزء فيه مما هو مخاطب بعبادة خاصة و إنما سلم عليهم لكونه جاء قادما من عند ربه لغيبته عن نفسه حين دعاه الحق إلى مناجاته فكبر تكبيرة الإحرام فمنعته هذه الحالة أن ينظر إلى غير من دعاه إليه فلهذا سلم على نفسه بنون الجماعة و ذلك إذا كان هذا العبد قد دخل إلى بيت قلبه و نزه الحق أن يكون حالا فيه و إن وسعه كما قال اللّٰه لما يقتضيه جلال اللّٰه من عدم المناسبة بين ذاته تعالى و بين خلقه و رأى بيت قلبه خاليا من كل ما سوى اللّٰه و الحق لا يسلم عليه فإنه هو السلام و «قد نهوا عن ذلك لأنهم كانوا يقولون السلام على اللّٰه في التشهد فقال لهم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لا تقولوا السلام على اللّٰه فإن اللّٰه هو السلام»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية