[توجيه أقوال الفقهاء في الدعاء في الصلاة]
فأقول لما كانت الصلاة معناها الدعاء صح أن يكون الدعاء جزءا من أجزائها و يكون من باب تسمية الكل باسم الجزء و أما من يكره الدعاء في الركوع فإن الحالة البرزخية لها وجهان وجه إلى الحق و وجه إلى الخلق فمن كان مشهده من الركوع الوجه الذي يطلب الحق كره الدعاء في الركوع و لم يحرمه لأن صفة القيومية قد يتصف بها الكون قال تعالى ﴿اَلرِّجٰالُ قَوّٰامُونَ عَلَى النِّسٰاءِ﴾ [النساء:34] و من رجح الوجه الذي يطلب الخلق من الركوع قال يجوز الدعاء في الركوع و به جاءت السنة و هو مذهب البخاري رحمه اللّٰه و كذلك من رجح أن لا يدعى في الصلاة بغير ألفاظ القرآن فإنه نظر إلى أن اللّٰه تعالى قد شرع الأدعية في القرآن فالعدول عنها إلى ألفاظ من كلام الناس من مخالفة النفس التي جبلت عليها حتى لا توافق ربها و هو الأدب الصحيح فإني كما لم أناجه في الصلاة إلا بكلامه كذلك لا ندعوه إلا بما أنزل علينا و شرعه لنا في القرآن أو في السنة مما شرع أن يقال في الصلاة و من أطلق الدعاء في الصلاة بأي نوع كان غلب على قلبه إنه ما ثم إلا اللّٰه و لا متكلم إلا اللّٰه إما بفعل يفعله كما ورد أن اللّٰه قال على لسان عبده سمع اللّٰه لمن حمده يعني في الصلاة أو أمر آخر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية