فهذه الآية تتضمن سائلا و مسئولا مخاطبا و هو الكاف من ﴿إِيّٰاكَ﴾ [الفاتحة:5] فيهما و ﴿نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة:5] و ﴿نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] هما للعبد فإنه العابد و المستعين فإذا قال العبد ﴿إِيّٰاكَ﴾ [الفاتحة:5] وحد الحق بحرف الخطاب فجعله مواجها لا على جهة التحديد و لكن امتثالا لقول الشارع لمثل ذلك السائل في معرض التعليم «حين سأله عن الإحسان فقال له صلى اللّٰه عليه و سلم أن تعبد اللّٰه كأنك تراه» فلا بد أن تواجهه بحرف الخطاب و هو الكاف أو حرف التاء المنصوبة في المذكر المخفوضة في المؤنث فإني قد أنث الخطاب من حيث الذات و هذا مشهد خيالي فهو برزخي و جاءت هذه الآية برزخية وقع فيها الاشتراك بين الحق و بين عبده و ما مضى من الفاتحة مخلص لله و ما بقي منها مخلص للعبد و هذه التي نحن فيها مشتركة و إنما وحده و لم يجمعه لأن المعبود واحد و جمع نفسه بنون الجمع في العبادة و العون المطلوب لأن العابدين من العبد كثيرون و كل واحد من العابدين يطلب العون و المقصود بالعبادات واحد فعلى العين عبادة و على السمع و البصر و اللسان و اليد و البطن و الفرج و الرجل و القلب فلهذا قال ﴿نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة:5] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية