﴿نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] بالنون و إن العالم نظر إلى تفاصيل عالمه و إن الصلاة قد عم حكمها جميع حالاته ظاهرا و باطنا لم ينفرد بذلك جزء عن آخر فإنه يقف بكله و يركع بكله و يجلس بكله فجميع عالمه قد اجتمع على عبادة ربه و طلب المعونة منه على عبادته فجاء بنون الجماعة في نعبد و نستعين فترجم اللسان عن الجماعة كما يتكلم الواحد عن الوفد بحضورهم بين يدي الملك فعلم العبد من الحق لما أنزل عليه هذه الآية بإفراده نفسه أن لا يعبد إلا إياه و لما قيد العبد بالنون أنه يريد منه أن يعبده بكله ظاهرا و باطنا من قوى و جوارح و يستعين على ذلك الحد و متى لم يكن المصلي بهذه المثابة من جمع عالمه على عبادة ربه كان كاذبا في قراءته إذا قال ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] فإن اللّٰه ينظر إليه فيراه متلفتا في صلاته أو مشغولا بخاطره في دكانه أو تجارته و هو مع هذا يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية