قال ما يلزمني من حق ربي إلا ما نبلغه قوتي فأنا لا أعمل إلا في حق ربي لا في حق نفسي فشرع الشارع الاستعاذتين في هذين الشخصين و من رأى أن وجوده هو وجود ربه إذ لم يكن له من حيث هو وجود «قال أعوذ بك منك» و هي المرتبة الثالثة و ثبت في هذه المرتبة عين العبد
[الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم]
فالقارئ للقرآن إذا تعوذ عند قراءة القرآن علمه المكلف و هو اللّٰه تعالى كيف يستعيذ و بمن يستعيذ و ممن يستعيذ فقال له ﴿فَإِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل:98] فأعطاه الاسم الجامع و ذكر له القرآن و ما خص آية من آية لذلك لم يخص اسما من اسم بل أتى بالاسم اللّٰه فالقارئ ينظر في حقيقة ما يقرأ و ينظر فيما ينبغي أن يستعاذ منه في تلك الآية فيذكره في استعاذته و ينظر فيما ينبغي أن يستعاذ به من أسماء اللّٰه أي اسم كان فيعينه بالذكر في استعاذته و لما كان قارئ القرآن جليس اللّٰه من كون القرآن ذكرا و الذاكر جليس اللّٰه ثم زاد أنه في الصلاة حال مناجاة اللّٰه فهو أيضا في حال قرب على قرب كنور على نور كان الأولى أن يستعيذ هنا بالله و تكون استعاذته من الشيطان لأنه البعيد يقال بئر شطون إذا كانت بعيدة القعر و البعد يقابل القرب فتكون استعاذته في حال قربه مما يبعده عن تلك الحالة فلم يكن أولى من اسم الشيطان ثم نعته بالرجيم و هو فعيل فأما بمعنى المفعول فيكون معناه من الشيطان المرجوم يعني بالشهب و هي الأنوار المحرقة قال تعالى ﴿وَ جَعَلْنٰاهٰا﴾ [الأنبياء:91]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية