﴿وَ جَعَلَكُمْ مُلُوكاً﴾ [المائدة:20] و نفى أن يكون في العالم إله سواه لا بالحقيقة و لا بحكم الجعل فقال العبد في التوجيه لا إله إلا أنت و لو قال لا ملك إلا أنت لكان نافيا لما أثبته الحق و ما أثبته الحق لا يلحقه الانتفاء كما أنه إذا نفى شيئا لا يمكن إثباته أصلا فإن كان لفظ هذا التوجيه نقلا عن الحق و هو من كلام اللّٰه فهو تصديق لما أثبته و نفاه و إن كان من لفظ النبي صلى اللّٰه عليه و سلم فهو من مقام الأدب مع اللّٰه حيث لم ينف ما أثبته اللّٰه و إن كان لا ملك إلا اللّٰه و لكن اللّٰه قد أثبت الملوك فهذا معنى لا إله إلا أنت عقيب قوله أنت الملك فإنه يظهر فيه عدم المناسبة فلما كانت الألوهية تتضمن الملك و لا يتضمن الملك الألوهية أتى بلفظ يدل معناه على وجود الملك الذي سماه و إن لم يظهر له لفظ فالإله ملك و ليس كل ملك إلها
[أنت ربي و أنا عبدك]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية