و لما لم تكن أولية الحق تقبل الثاني «قال اللّٰه قسمت الصلاة بيني و بين عبدي» فذكر نفسه و ذكر العبد و ما ذكر الأولية هنا لا له و لا لعبده بل ذكر البين له بالضمير و لعبده بالصريح و هو الحد الذي ينبغي أن يتميز به العبد من ربه إلا أنه تعالى قدم نفسه في البينية فقال بيني ثم أخر عن هذا التقدم بينية عبده فقال و بين عبدي فأضافه إليه تعالى ليعرفه أنه عبد له لا لهواه فإنه القائل ﴿أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوٰاهُ﴾ [الجاثية:23] فكان عنده عبدا لهواه و هو في نفس الأمر عبد ربه سبحانه فالعبد ما له إرادة مع سيده بل هو بحكم ما يراد به فالحق سبحانه هو الواجب الوجود لذاته و العبد هو الذي منه استفاد الوجود فإن أصله العدم فالحق يعطيه التقدم في هذه المرتبة إذ البينية لا تعقل إلا بين أمرين و الأمر إن هنا الرب و العبد ثم
[تقديم العبد في القول على قول الحق]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية