اعلم أن المصلي لما كان ثانيا كما قررناه في الاشتقاق و أن كونه ثانيا ليس بأمر حقيقي و إنما كان ذلك بالإضافة إلى شهادة التوحيد في الايمان فتلك تثنية الايمان أي ظهوره في موطنين في موطن الشهادة و موطن الصلاة كما نثلثه مع الزكاة فما زاد و لهذا ذكر اللّٰه الزيادة في الايمان فقال فزادتهم إيمانا و هو عين واحدة و الكثرة إنما هي في ظهوره في المواطن كالواحد المظهر للاعداد المكثر لها و هو في نفسه لا يتكثر أ لا تراه إذا خلت مرتبة عنه لم يبق لتلك المرتبة حكم و لا عين و في معنى هذا يقول اللّٰه فيمن قال ﴿نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ﴾ [النساء:150] ... ﴿أُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ حَقًّا﴾ [النساء:151] فنفى عنهم الايمان كله إذ نفوه من مرتبة واحدة فهم أولى باسم الكفر الذي هو الستر فإن الكافر الأصلي هو الذي استتر عنه الحق و هذا عرف الايمان و ستره فإنه قال ﴿نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ﴾ [النساء:150] فهو أولى باسم الكفر من الذي لم يعرفه
[أولية الحق لا تقبل الثاني]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية