إن الحق جعل في مقابلة تقديم نفسه من قوله بيني تقديم العبد في القول على قول الحق فقال سبحانه يقول العبد ﴿اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2] فقدم قول العبد ثم قال فيقول اللّٰه فجاء بقوله بعد قول العبد و ذلك ليتبين لنا أن له الأمر من قبل في قوله بيني فقدم و من بعد في قوله فيقول اللّٰه فهو الأول الآخر فأثبت للعبد الأولية في القول ليعلم أن الأولية الإلهية في قوله بيني لا تقتضي قبول الثاني فهذا الذي قد تخيل أنه ثان قد رجع أولا في القول في المناجاة فعرفناك إن المقصود التعريف بالمراتب لا التركيب المولد فإنه ﴿لَمْ يَلِدْ﴾ [الإخلاص:3] سبحانه في قوله و بين عبدي ﴿وَ لَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص:3] في قوله فيقول اللّٰه حمدني عبدي و لو أن العقل يدركه حقيقة بنظره و دليله و يعرف ذاته لكان مولدا عن عقله بنظره فلم يولد سبحانه للعقول كما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية