علمنا على القطع أنه صلى اللّٰه عليه و سلم في ذلك القول معلم لمن لا علم له بتوحيد اللّٰه من المشركين و علمنا أنه في ذلك القول أيضا معلم للعلماء بالله و توحيده إن التلفظ به واجب و أنه العاصم لهم من سفك دمائهم و أخذ أموالهم و سبي ذراريهم و لهذا «قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللّٰه فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحق الإسلام و حسابهم على اللّٰه» و لم يقل حتى يعلموا فإن فيهم العلماء فالحكم هنا للقول لا للعلم و الحكم ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرٰائِرُ﴾ [الطارق:9] في هذا للعلم لا للقول فقالها هنا العالم و المؤمن و المنافق الذي ليس بعالم و لا مؤمن فإذا قالوا هذه الكلمة عصموا دماءهم و أموالهم إلا بحقها في الدنيا و الآخرة و حسابهم على اللّٰه في الآخرة من أجل المنافق و من ترتب عليه حق لأحد فلم يؤخذ منه و أما في الدنيا فمن أجل الحدود الموضوعة فإن قول لا إله إلا اللّٰه لا يسقطها في الدنيا و لا في الآخرة و أما حسابهم على اللّٰه في الآخرة ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللّٰهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مٰا ذٰا أُجِبْتُمْ﴾ [المائدة:109] فيعلمون بقرينة الحال أنه سؤال و استفهام عن إجابتهم بالقلوب فيقولون
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية