قال اللّٰه له الصوم لي لا لك أي أنا هو الذي لا ينبغي لي أن أطعم و أشرب و إذا كان بهذه المثابة و كان سبب دخولك فيه كوني شرعته لك فأنا أجزي به كأنه يقول و أنا جزاؤه لأن صفة التنزه عن الطعام و الشراب تطلبني و قد تلبست بها و ما هي حقيقتك و ما هي لك و أنت متصف بها في حال صومك فهي تدخلك علي فإن الصبر حبس النفس و قد حبستها بأمري عما تعطيه حقيقتها من الطعام و الشراب فلهذا «قال للصائم فرحتان فرحة عند فطره و تلك الفرحة لروحه الحيواني لا غير و فرحة عند لقاء ربه» و تلك الفرحة لنفسه الناطقة أي لطيفته الربانية فأورثه الصوم لقاء اللّٰه و هو المشاهدة
[الصوم مشاهدة و الصلاة مناجاة]
فكان الصوم أتم من الصلاة لأنه أنتج لقاء اللّٰه و مشاهدته و الصلاة مناجاة لا مشاهدة و الحجاب يصحبها فإن اللّٰه يقول ﴿وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ﴾ [الشورى:51]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية