و كفرهم و شركهم مخلوق فيهم و بلسان الخصوص ما ظهر حكم في موجود إلا بما هو عليه في حال العدم في ثبوته الذي علمه اللّٰه منه ﴿فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ﴾ [الأنعام:149] على كل أحد مهما وقع نزاع و محاجة فيسلم الأمر إليه و اعلم أنك على ما كنت عليه و عم برحمتك و شفقتك جميع الحيوان و المخلوقين و لا تقل هذا نبات و جماد ما عندهم خبر نعم عندهم أخبار أنت ما عندك خبر فاترك الوجود على ما هو عليه و ارحمه برحمة موجدة في وجوده و لا تنظر فيه من حيث ما يقام فيه في الوقت ﴿حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ تَعْلَمَ الْكٰاذِبِينَ﴾ [التوبة:43] فيتعين عليك عند ذلك أن تتخذهم أعداء لأمر اللّٰه لك بذلك حيث نهاك أن تتخذ عدوه وليا تلقي إليه بالمودة فإن اضطرك ضعف يقين إلى مداراتهم فدارهم من غير أن تلقي إليهم بمودة و لكن مسالمة لدفع الشر عنك ففوض الأمر إليه و اعتمد في كل حال عليه إلى أن تلقاه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية