و ذاك الروح روح اللّٰه فينا *** و عند النفخ يأخذ في الإياب
إلى الأجل الذي منه تعدى *** فيسرع في الإياب و في الذهاب
قال النفس كالشمس شرقت من الروح المضاف إلى اللّٰه بالنفخ و غربت في هذه النشأة فأظلم الجو فقيل جاء الليل و أدبر النهار فالنفس موتها كونها في هذه النشاة و حياة هذه النشأة بوجودها فيها و لا بد لهذه الشمس أن تطلع من مغربها فذلك يوم ﴿لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً﴾ [الأنعام:158] لأن زمان التكليف ذهب و انقضى في حقها فطلوع الشمس من مغربها هو حياة النفس و موت هذه النشأة و لهذا ينقطع عمل الإنسان بالموت لأن الخطاب ما وقع إلا على الجملة ففي موتها حياتها و في حياتها موتها فتداخل أمرها لأنها على صورة موجدها أين الكبير من المتكبر و أين العلي من المتعالي و هو هو فإن حكمت عليه المواطن فهو محكوم عليه و فيه ما فيه
[زينة الدنيا رؤيا]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية