[من تكلف ما تصوف]
و من ذلك من تكلف ما تصوف من الباب الأحد و السبعين و مائة التكلف إذا كان من طريق البنية فلا يؤثر في البغية فإن كان من طريق القلب ففيه استهانة بالرب و هو أولى بالإيثار عند المقربين و الأبرار في قيام الليل و صيام النهار من الأغيار فمن عبد اللّٰه بالتكلف فما هو من أهل التصوف التصوف خلق و عير الصوفي في التخلق و العالم بالله في التحقق فله الخلق من جهة صفاته و له التحقق من شهود ذاته إذا كان الرسول ﷺ من رآه فقد رآه و هو هو ليس سواه فما ظنك برب العزة و مذل الأعزة و من أسمائه العزيز الكريم الحكيم و ما حاز الصورة إلا من خلق في أحسن تقويم فأي دخول هنا للشيطان الرجيم فإن تجلى الشيطان في الصورة صحت المقالة المذكورة و هي أنه عين كل موجود إذ كان هو نفس الوجود فحكمه خارج عن حكم النبي للمقام العلى و هذا هو القول الذي عليه يعول و دع عنك من تأول المعلوم إن رحمته وسعت الموجود و المعدوم
[التلفيق من التحقيق]
و من ذلك التلفيق من التحقيق من الباب 172 التلفيق ضم عين إلى عين لإيجاد صورة في الكون لو لا ما لفق الأركان ما ظهر المعدن و النبات و الحيوان ثم ضم الرحمن الحق إلى الحيوانية النطق فكان منه الإنسان الكامل منه و الناقص الإنسان الحيوان و هذا من تلفيق الرحمن فأقامه إمامه و أعطاه الخلافة و الإمامة و صيره الحبر و العلامة خص الأسماء و أنزله إلى الأرض من السماء و قد كان أنبته من الأرض نباتا و جعل من نشأته أحياء و أمواتا فما أحس منه فهو الحي و ما لم يحس منه فهو الميت و هذا نعت هذا البيت عمره بالقوى و أسكنه العقل و الهوى ثم قال له ﴿لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ﴾ [ص:26] فهوى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية