اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أصل الوجود: لا مثل له، العين الموجودة عنه: لا مثل لها]
وذلك لأن الأصل الذي نرجع إليه في وجودنا وهو الله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فلا يكون ما يوجد عنه إلا على حقيقة أنه لا مثل له فإنه كيف يخلق ما لا تعطيه صفته وحقيقته لا تقبل المثل فلا بد أن يكون كل جوهر فرد في العالم لا يقبل المثل إن كنت ذا فطنة ولب فإنه ليس في الإله حقيقة تقبل المثل فلو كان قبول المثل موجودا في العالم لاستند في وجوده من ذلك الوجه إلى غير حقيقة إلهية وما ثم موجد إلا الله ولا مثل له فما في الوجود شيء له مثل بل كل موجود متميز عن غيره بحقيقة هو عليها في ذاته وهذا هو الذي يعطيه الكشف والعلم الإلهي الحق فإذا أطلقت المثل على الأشياء كما قد تقرر فاعلم أني أطلق ذلك عرفا قال تعالى أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ أي كما انطلق عليكم اسم الأمة كذلك ينطلق اسم أمة على كل دابة وطائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ وكما إن كل أمة وكل عين في الوجود ما سوى الحق تفتقر في إيجادها إلى موجد نقول بتلك النسبة في كل واحد إنه مثل للآخر في الافتقار إلى الله وبهذا يصح قطعا إن الله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ بزيادة الكاف أو بفرض المثل فإنك إذا عرفت أن كل محدث لا يقبل المثلية كما قررناه لك فالحق أولى بهذه الصفة