اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الظن لا يغني من الحق شيئا]
واعلم أنه من أقام في نفسه معبودا يعبده على الظن لا على القطع خانه ذلك الظن وما أغنى عنه من الله شيئا قال تعالى إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي من الْحَقِّ شَيْئاً وقال في عبادتهم إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وما تَهْوَى الْأَنْفُسُ فما نسب إليهم قط أنهم عبدوا غير الله إلا على طريق الظن لا على جهة العلم فإن ذلك في نفس الأمر ليس بعلم فمن هنا تعلم أن العلم سبب النجاة وإن شقي في الطريق فالمال إلى النجاة فما أشرف مرتبة العلم ولهذا لم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يطلب من الله تعالى الزيادة من شيء إلا من العلم فقال له وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً فمن فهم ما أشرنا إليه علم أهل السعادة من أهل الشقاء ولم تؤثر فيه الأمور العرضية التي توجب الشقاء في الطريق فلو علم المشرك ما يستحقه الحق من نعوت الجلال لعلم أنه لا يستحق أن يشرك به ولو علم المشرك أن الذي جعله شريكا لا يستحق أن يوصف بالشركة لله في الوهته لما أشرك فما أخذ إلا بالجهل من
الطرفين قال تعالى فَلا تَكُونَنَّ من الْجاهِلِينَ وقال إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ من الْجاهِلِينَ فلو اقتصر المشرك على الشركة في الفعل لا في الألوهة