﴿فٰالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوىٰ﴾ [الأنعام:95] بما يظهر منهما فما وقعت الفوائد إلا بمثل هذا النور و كانت الأنبياء عليهم السلام تتخذه وقاية تتقي به حوادث إلا كون التي هي ظلم الأغيار و كما تبين لك قدر هذا النور المولد و منزلته فلنبين ما يتخذ له وقاية و ذلك أن الوقاية لا تكون إلا من أجل الأمور التي يكرهها الإنسان طبعا و شرعا و هي أمور مخصوصة بعالم الخلق و التركيب الطبيعي لا بعالم الأمر و قد بينا في هذا الكتاب و غيره ما نريده بعالم الأمر و عالم الخلق و الكل لله تعالى قال عز و جل ﴿أَلاٰ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبٰارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ﴾ [الأعراف:54] فخصه بالاسم الرب دون غيره و لما كان عالم الخلق و التركيب يقتضي الشر لذاته لهذا قال عالم الأمر الذي هو الخير الذي لا شر فيه حين رأى خلق الإنسان و تركيبه من الطبائع المتنافرة و التنافر هو عين التنازع و النزاع أمر مؤد إلى الفساد ﴿قٰالُوا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ الدِّمٰاءَ﴾ [البقرة:30] من غير تعرض لمواقع الأحكام المشروعة و كذلك وقع مثل ما قالوه و رأوا الحق سبحانه يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية