ينظر إلى ذلك ﴿وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوٰاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهٰا﴾ [الروم:21] ليكون له على النور ولادة و النور المتكلم عليه في هذا المنزل هو النور المولد الزماني و هذا المنزل مخصوص بالإمام الواحد من الإمامين اللذين للقطب و هو المسمى بعبد ربه و تارة يكون هذا النور ذكرا و تارة يكون أنثى فإذا غشى الليل النهار فالمتولد منه هو النور المطلوب و هذا النور المولد الذي شرعنا فيه هو نور العصمة للنبي و الحفظ للولي و هو يعطي الحياء و الكشف التام فإنه يكشف و يكشف به و النور الأصلي يكشف و لا يكشف به لأنه يغلب على نور الأبصار فتزول الفائدة التي جاء لها النور و لهذا تلجأ نفوس العارفين بالأنوار و مراتبها إلى هذا النور المولد من الظلمة للمناسبة التي بيننا و بينه من خلق أرواحنا فإن الأرواح الجزئية متولدة عن الروح الكلي المضاف إلى الحق و الأجسام الطبيعية الظلمانية بعد تسويتها و حصول استعدادها للقبول فيظهر بينهما في الجسم الروح الجزئي الذي هو روح الإنسان ينفلق عنه الجسم كانفلاق الصباح من فالق الإصباح في الليل فتقع المناسبة بين هذا النور و بين روح الإنسان فلذلك يأنس به و يستفيد منه و هكذا أجرى اللّٰه العادة و لم يعط من القوة أكثر من هذا و لو شاء لفعل و هكذا جرت المظاهر الإلهية المعبر عنها بالتجليات فإن النور الأصلي مبطون فيها غيب لنا و الصور التي يقع فيها التجلي محل لظهور المظهر فتقع الرؤية منا على المظاهر و لهذا هي المظاهر مقيدة بالصور ليكون الإدراك منا بمناسبة صحيحة فإن المقصود من ذلك حصول الفائدة به و بما يكون منه و هذا منزل عال كبير القدر العالم به متميز على أبناء جنسه و هو سار في الأشياء فكما أنه سبحانه ذكر أنه ﴿فٰالِقُ الْإِصْبٰاحِ﴾ [الأنعام:96] كذلك هو
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية