«وإنه على ذلك» أي كنوده «لشهيد» يشهد على نفسه بصنعه.
إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
فاكتفى بالخبرة عن العلم ، إذ كانت كل خبرة علما .
(101) سورة القارعة مكيّة
------------
(11) الفتوحات ج 3 /
319
وقوله : ( وإنه على ذلك لشهيد ) قال قتادة وسفيان الثوري : وإن الله على ذلك لشهيد . ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان ، قاله محمد بن كعب القرظي ، فيكون تقديره : وإن الإنسان على كونه كنودا لشهيد ، أي : بلسان حاله ، أي : ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله ، كما قال تعالى : ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر ) [ التوبة : 17 ]
أي وإن الله عز وجل ثناؤه على ذلك من ابن آدم لشهيد. كذا روى منصور عن مجاهد؛ وهو قول أكثر المفسرين، وهو قول ابن عباس. وقال الحسن وقتادة ومحمد بن كعب {وإنه} أي وإن الإنسان لشاهد على نفسه بما يصنع؛ وروي عن مجاهد أيضا.
إن الإنسان لِنعم ربه لَجحود، وإنه بجحوده ذلك لمقر. وإنه لحب المال لشديد.
{ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أي: إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح. ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي: إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد.
( وإنه على ذلك لشهيد ) قال [ أكثر المفسرين ] : وإن الله على كونه كنودا لشاهد . وقال ابن كيسان : الهاء راجعة إلى الإنسان أي : إنه شاهد على نفسه بما يصنع .
(وَإِنَّهُ) إن واسمها (عَلى ذلِكَ) متعلقان بما بعدهما (لَشَهِيدٌ) اللام المزحلقة (شهيد) خبر إن والجملة معطوفة على ما قبلها.
Traslation and Transliteration:
Wainnahu AAala thalika lashaheedun
And lo! he is a witness unto that;
Ve şüphe yok ki o, buna tanıktır.
et pourtant, il est certes, témoin de cela;
Und gewiß, er ist darüber doch ein Zeuge.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة العاديات (Al-Adiyat - The Courser) |
ترتيبها |
100 |
عدد آياتها |
11 |
عدد كلماتها |
40 |
عدد حروفها |
164 |
معنى اسمها |
(الْعَادِيَاتُ): الْخَيلُ تَعْدُو فِي الْغَزْوِ فِي سَبِيلِ اللهِ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ مُفْرَدَةِ (الْعَادِيَاتِ) وَالقَسَمِ بِهَا، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْعَادِيَاتِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَٱلۡعَٰدِيَٰتِ ضَبۡحٗا﴾ |
مقاصدها |
تَذْكِيرُ الْإِنْسَانِ عَلَى مَا جُبِلَ عَلَيهِ مِنْ مَنْعِ الْخَيرِ وَحُبِّ الْمَالِ وَالدُّنْيَا |
أسباب نزولها |
سُوْرَةٌ مَدَنِيَّة، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَو أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ، سِوَى أَنَّهَا مِنْ قِصَارِ المُفَصَّل |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (العَادِيَاتِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الزَّلْزَلَةِ):نَاسَبَ مَجِيءَ (الْعَادِيَاتِ) بَعْدَ (الزَّلْزَلَةِ) فِي الْحَدِيثِ عَنْ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ، فَقَالَ فِي الزَّلْزَلَةِ: ﴿يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ ٦﴾، وَقَالَ فِي الْعَادِيَاتِ: ﴿۞أَفَلَا يَعۡلَمُ إِذَا بُعۡثِرَ مَا فِي ٱلۡقُبُورِ ٩ وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ ١٠﴾ |