﴿اِتَّبَعُوا أَهْوٰاءَهُمْ﴾ [محمد:14] و كان أمر من هذه صفته فرطا فينتج له هذا الذكر من الأحوال العصمة و من الأسماء الإلهية الاسم الظاهر و الأول و من المعارف معرفة الشهود و قبول الحق صور التجلي الظاهرة و يتحقق بالتقوى كل التحقق فيعلم العلم المجهول الذي لا يصل إليه كل أحد و هو العلم بسرائر المحسوسات و الحواس و الإحساس و المحس و إنما جهله الأكثرون لما نقوله و ذلك أن النفوس مجبولة على حب إدراك المغيبات و استخراج الكنوز و حل الرموز و فتح المغاليق و البحث عن خفيات الأمور و دقائق الحكم و لا ترفع بالظاهر رأسا فإن ذلك عندها في زعمها أبين من فلق الصبح فالنهار عندها لا يخفى على أحد فصاحب هذا الهجير يبدو له من العلم في هذه الظواهر ما لا يخطر بخاطر أحد أن ذلك الذي أدركه صاحب الكشف لهذا العلم يحمله ظاهر ذلك الأمر و لا صورته فإذا نبه عليه صاحب هذا العلم و الكشف عند ذلك يعظم قدره و تظهر حكمته و كثرة خيره و يعلم عند ذلك أنه ما كان يحسبه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية