ثم إن الأسماء الإلهية ما كثرها اللّٰه إلا لاختلاف الآثار الظاهرة في الكون فإذا ذكره العارفون بالأسماء جعلوا الذكر لاسم ما من الأسماء و جعلوا المذكور اسما ما من الأسماء فكانت الأسماء يذكر بعضها بعضا فذلك الذكر ألسنة الأسماء و نحن وسائط فما ذكرناه إلا به و من ذكرته به فلم تذكره أ لا ترى ذكر من أنعم اللّٰه عليه إذا أذكره بنعمته فذلك لسان نعمته و أنت من نعمته فما ذكره إلا إحسانه لا أنت فمن غار على اللّٰه لم يذكره مع أنه أكثر عباد اللّٰه ذكرا بالصورة و لا ذكر له بالحقيقة فهو عبد حق لأنه الذاكر الصامت  ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾  [الأحزاب:4]
«الباب الرابع و العشرون و أربعمائة في معرفة منازلة 
 «أحبك للبقاء معي و تحب الرجوع إلى أهلك 
فقف حتى أتشفي منك و حينئذ تمر عني»  قال اللّٰه تعالى  ﴿يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ﴾  [المائدة:54]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية