فجاء بالمغفرة و الرحمة في حق التائب و صاحب العمل الصالح كما جاء بهما في المسرفين الذين لم يتوبوا و نهاهم عن القنوط و أكد بقوله ﴿جَمِيعاً﴾ [البقرة:29] و أكثر من هذا الإفصاح الإلهي في مال عباده إلى الرحمة ما يكون مع عمارة الدارين الجنة و جهنم و إن لكل واحدة منهما ملأها لا يخرجون منها فعطاء اللّٰه لا مانع له و إنما الاسم المانع إنما متعلقة أن نعيم زيد ممنوع عن عمرو كما إن نعيم عمرو ممنوع عن زيد فهذا حكم المانع لا أنه يمنع شمول الرحمة و رأيت فيها علم الفرق بين مفاضلة المفضولين في الدنيا و بينهم في الآخرة و رأيت فيها علم من ترك ما هو عليه لما ذا ترك و سببه و رأيت فيها علم إن اللّٰه هو المعبود في كل معبود من خلف حجاب الصورة و رأيت فيها علم الرفق بالعالم و معاملة كل صنف بما يليق به من الرفق و رأيت فيها علم ما يجني الإنسان إلا ثمرة غرسه لا غير و رأيت فيها علم الحدود في التصرفات و مقاديرها و أوزانها و رأيت فيها علم التخلق بالأخلاق الإلهية من كونه ربا خاصة و رأيت فيها علم حكم مرتبة الجزء من الكل و إن كان الجزء على صورة الكل و رأيت فيها علم نتاج المقدمتين الفاسدتين علما صحيحا مثل كل إنسان حجر و كل حجر حيوان فكل إنسان حيوان فلم يلزم من فساد المقدمتين أن لا تكون النتيجة صحيحة و هذا لا يعرف ميزانه و رأيت فيها علم تأثير المثل في مثله بما ذا أثر فيه و ليس أحدهما بأولى من الآخر و لا أحق بنسبة التأثير إليه و المثلان ضدان فافهم و رأيت فيها علم العبث و كيف يصح مع قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية